عبدي قم إلي
عبدي مالي أراك تائها متخبطا أنسيت خالقك ورازقك أخلقي ضيعوك
وقد أسعفتك بقبس نورا من عندي حبيبي محمد بطلعته هديتك أأرشدوك
وقد خلقتك من أجلي وخلقت الغير من أجلك فشغلوك عني وكذا يضلوك
أم لك رب سواي يحيطك ويحفظك دون طلب وبعزلتك بكرب أينقذوك
بل أراك تفر منهم خوفا من إساءة وتفر مني إلي برجاء أهكذا يعاملوك
أو يمهلوك مثلي عند الذنوب أو يستروك بالمعاصي أو بضعف يجبروك
فعاين عبدي هل مننت عليك يوما أو قطعت عطاء وأنت تعصيني أأخبروك
ووضعت ثوابا وعقابا كعدل وميزان وعوضا أعاملك بفضل وإحسان أهكذا أحبوك
ثم لا يضيع عندي ولو صغير حسن وعبادي بخيرات ينسونها وبخطأ يجحدوك
وكثر ما عصيتني عبدي هل رأيتني أغلقت بابي عنك يوما أكذلك يقبلوك
ألا ترى عبدي أنك تفارق ما سواي كل يوم وتقترب مني ما لهم أغفلوك
وبخروج روحك توقف الطب والطبيب وقد عودوك إسعافا ما لهم اليوم خذلوك
وعند وفاتك لا تجد من أكرمته ولا خلا أو أنيسا لقد ذهبوا وتركوك
يلقوك على لوح قاس دون فراش بعدما عروك من ثيابك وهكذا يجازوك
بعدما هنت عليهم واستثقلوا شيبتك وحثوا التراب عليك وهكذا يودوك
فلا أب ولا أم ولا أخ ولا ولد ولا زوج وبظلمة وحيدا دفنوك
وقد قسموا مالك وأنت تحمل وزره ولو بقوا معك جميعهم ما نفعوك
ولم يبق لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت فهل الآن يعاونوك
وهكذا عبدي فعل الدنيا وأصحابها بعد ضياع عمرك فهل عني وجدتهم يغنوك
عبدي قم وانهض إلي كفاك غفلة فأنا حبيبك وربك الحقيقي فهلا أيقظوك
فإن واصلتني تقربا وحبا أغنيتك عن سواي وإن فتني حبيبي أتراهم يعوضوك